×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

فَإِذَا حَاذَتِ الإِْبْهَامُ الأُذُنَ، وَلَوْ أَنَّهُ شَحْمَةُ الأُذُنِ جَاوَزَتِ الأَْصَابِعُ الْفُرُوعَ، وَهَذَا مُسْتَنَدُ الْمَنْصُوصِ، وَلِذَلِكَ تَأَوَّلَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ أَحَادِيثَ الأُْذُنَيْنِ عَلَى أَنَّ رُؤُوسَ الأَْصَابِعِ تَبْلُغُ فُرُوعَ الأُْذُنَيْنِ، وَأَنَّ أَحَادِيثَ الْمَنْكِبَيْنِ عَلَى الْمَنْكِبِ نَفْسِهِ، كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وَحَمَلَ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى "إِبْهَامَيْهِ" عَلَى المُقَارَبَةِ؛ لأَِنَّ فِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ: «كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ» ([1])، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَلاَ يَخْرُجُ عَنْ هَذَا إِلاَّ بَعْضُ الرِّوَايَاتِ الَّتِي فِيهَا: جَاوَزَ أُذُنَيْهِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ.

****

الشرح

ما زال الشيخ رحمه الله في مسألة رفع اليدين مع تكبيرة الإحرام، ومع تكبيرات الركوع، والرفع من الركوع، في مواضعه الثلاثة، وهنا يبين ما الذي يحاذي فروع الأذنين أو يحاذي الكتف من اليدين، فذكر ثلاث حالات:

الحالة الأولى: أن يحاذي برؤوس الأصابع.

الحالة الثانية: أن يحاذي بوسط الكف وهو ما بين الأصابع والراحة.

الحالة الثالثة: أن يحاذي بأصل الكف، وهو مفصل الكف من الذراع، ويقال له: الرسغ. وسيأتي ترجيحه لإحدى هذه الحالات.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (85:)، وأحمد رقم (20535)، والطبراني في الكبير رقم (62:).