وقوله: «بَلْ قَدْ رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ
عُثْمَانَ مِثْلَ ذَلِك»، هذا الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه كان
يستفتح بهذا أيضًا، «وَرَوَى ابْنُ الْمُنْذِرِ
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَ ذَلِكَ» كذلك ابن مسعود رضي الله عنه وهو من
علماء الصحابة وكبار الصحابة - كان يستفتح بهذا الدعاء في الفريضة، فـ«عُلِمَ أَنَّهُ الْمَسْنُونُ غَالِبًا»،
وليس دائمًا، فإذا استفتح بغيره، جاز.
والوجه الثالث: أنه فسر به قول الله تعالى: ﴿وَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ [الطُّور: 48] في آخر سورة الطور، فدل على أن هذا هو
الراجح في الفريضة.
وقد علمه النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي المسيء في صلاته، فقال: «لاَ تَتِمُّ صَلاَةٌ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَتَوَضَّأَ فَيَضَعَ الْوُضُوءَ مَوَاضِعَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ، وَيَحْمَدُ اللهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ، وَيَقْرَأُ بِمَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ»، فالنبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمَه كيف يُصلي، وعَلَّمَه - أيضًا - أن يُسَبِّح الله ويحمده.