×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 الرَّابِعُ: أَنَّ أَفْضَلَ الْكَلاَمِ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَرْبَعٌ، وَهِيَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَاسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ بِالتَّكْبِيرِ، وَضَمَّ إِلَيْهَا: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ»؛ فقد أَتَى بِمَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَضَمَّ إِلَيْهَا: «تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ»، وَالْجَدُّ: هُوَ الْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ، وَهُوَ الْمَثَلُ الأَْعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ.

فَإِذَا انْضَمَّ إِلَى الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ أَسْمَاؤُهُ - سُبْحَانَهُ - وَصِفَاتُهُ؛ فَقَدْ حَصَلَ الثَّنَاءُ فِي جَمِيعِ الْجِهَاتِ.

الخَامِسُ: أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ كُلَّهَا فِي الْقُرْآنِ أَمْرٌ وَثَنَاءٌ، وَالذِّكْرُ الْمُوَافِقُ لِلْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ، أَمَّا التَّكْبِيرُ فَقَالَ: ﴿وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا [الإِْسْرَاء: 111]، وَأَمَّا التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ فَقَالَ: ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ [الْحِجْر: 98].

وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ» يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الآْيَةَ ([1])؛ فَعُلِمَ أَنَّ قَوْلَ الْعَبْدِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ» يَكُونُ امْتِثَالاً لَهَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ [الزُّمَر: 75]، ﴿وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ [الْبَقَرَة: 30]، وَأَمَّا التَّبْرِيكُ فَقَالَ: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرَّحْمَن: 78]، وَأَمَّا التَّعْلِيَةُ فَقال - تعالى: ﴿وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا [الْجِن: 3]، وَأَمَّا التَّهْلِيلُ فَكَثِيرٌ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (817)، ومسلم رقم (484).