وَعَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يُصَلِّي إِذَ جَاءَ رَجُلٌ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَالَ: «اللهُ أَكْبَرُ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ»، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ قَالَ: «أَيُّكُمِ الْمُتَكَلِّمُ
بِالْكَلِمَاتِ؟»؛ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا،
فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ
فَقُلْتُهُنَّ، فقَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا
أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا».
وَفِي
رِوَايَةِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: اللهُ
أَكْبَرُ كَبِيرًا، فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ بِقَوْلِ: اللهُ أَكْبَرُ سُبْحَانَكَ،
قَالَ الْقَاضِي: فَإِنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، وَأَجَلُّ، وَأَعْظَمُ، أَوْ
قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، أَوْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛
انْعَقَدَتْ صَلاَتُهُ وَلَمْ تُسْتَحَبَّ هَذِهِ الزِّيَادَةُ، بَلْ تُكْرَهُ،
وَقَالَ الآْمِدِيُّ وَغَيْرُهُ: «لاَ تُسْتَحَبُّ، وَلَمْ يَصِفْهَا
بِكَرَاهَةٍ».
وَالصَّحِيحُ:
أَنَّ قَوْلَهُ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا لاَ يُكْرَهُ، بَلْ هُوَ حَسَنٌ، وَإِنْ
كَانَ غَيْرُهُ أَفْضَلَ مِنْهُ بِخِلاَفِ قَوْلِهِ: اللهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ، وَنَحْوَهِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَأْمُورٍ بِهِ، قَالَ الْقَاضِي
وَالآْمِدِيُّ: «وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ تُسْتَحَبُّ الزِّيَادَةُ
عَلَى التَّكْبِيرِ فِي صَلاَةِ الْفَرْضِ».
****
الشرح
هذا ما جمع به الشيخ رحمه الله بين هذه الأحاديث، فَقَالَ: «فَهَذِهِ الاِسْتِفْتَاحَاتُ مُسْتَحَبَّةٌ
فِي النَّافِلَةِ، كَمَا جَاءَتْ بِهَا السُّنةُ»، يعني: في الغالب أنها في
النافلة، «وَلاَ بَأْسَ بِهَا فِي
الْفَرْضِ» فإذا قال شيئًا منها في الفريضة، فهو حسن.