×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وَأَيْضًا فَإِنَّ هَذَا قَوْلُ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَجَمَاهِيرِهِمْ، وَهُمْ أَعْلَمُ بِالسُّنةِ وَأَتْبَعُ لَهَا، قَالَ التِّرْمِذِيُّ: «عَلَى هَذَا الْعَمَلُ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ ذَلِكَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الثَّلاَثَةِ.

وَرَوَى ابْنُ شَاهِينٍ، وَابْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: «كَانَ عُمَرُ وَعَلِيٌّ لاَ يَجْهَرَانِ بِـ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1] وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ «أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يَجْهَرَانِ بِـ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ وَعَنِ الأَْسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ سَبْعِينَ صَلاَةً، يُكَبِّرُ ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ، ثُمَّ يَقُولُ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2]، وَرَوَى أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «الْجَهْرُ بِـ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ قِرَاءَةُ الأَْعْرَابِ»، وَقَالَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ - وَهُوَ أَحَدُ أَجِلاَّءِ التَّابِعِينَ: «مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا يَفْتَتِحُ إِلاَّ بِـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ «وَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الْجَهْرِ بِهَا فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الأَْعْرَابُ»، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: «الْجَهْرُ بِدْعَةٌ»، رَوَاهُنَّ ابْنُ شَاهِينٍ. وَالآْثَارُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ فِي الزَّجْرِ عَنْ تَرْكِهَا.

****

الشرح

قوله: «يَفْتَتِحُ الصَّلاَةَ بِالتَّكْبِيرِ» يعني: تكبيرة الإحرام «والقراءة بِـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] ولا يجهر بِـ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، وإنما يسر بها.


الشرح