×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وقوله: «كَانَ يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] ليس المقصود ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] وحدها، وإنما أرادوا سورة الفاتحة كاملة.

وقوله: «وَلَمْ أَرَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ حَدَثًا فِي الإِسْلاَمِ مِنْهُ» يعني: أن عبد الله بن المغفل رضي الله عنه كان يكره البدع، واعتبر جهر ابنه بالبسملة من البدع، فأنكر عليه ذلك.

وقوله: «إِنَّمَا كَانُوا يَعْنُونَ بِهِ الآْيَةَ وَمَا بَعْدَهَا، وَلاَ يَعْنُونَ أَنَّهُ كَانَ يَبْتَدِئُ بِالْفَاتِحَةِ الْمُسَمَّاةِ بِـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] يعني: لا يقتصرون على الآية الأولى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] بل يكملون الفاتحة.

وقوله: «فَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَى اسْتِعْلاَمِ السُّنةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ» فبينوا لهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كانوا لا يجهرون بِـ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ، وإنما حدث ذلك متأخرًا.

وقوله: «فَأَمَّا أَنَّ الْفَاتِحَةَ تُقْرَأُ قَبْلَ غَيْرِهَا: فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ فِي ذَلِكَ شُبْهَةٌ» لا شك أن الفاتحة أول شيء يقرأ في الصلاة، «حَتَّى لَوْ فَرَضْنَا أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ بِالسُّورَةِ، فَإِنَّ الْبَسْمَلَةَ لَيْسَتْ مِنَ السُّورَةِ، عَلَى مَا سَنَذْكُرُ -إِنْ شَاءَ الله تعالى- » لو قيل - كما يتوهم بعض الناس: إنهم كانوا يفتتحون بالسورة قبل الفاتحة، فإنه لا يُجهر بالبسملة مع السورة غير الفاتحة - أيضًا - والسنة أنها تُخفى؛ لئلا يتوهم أنها من السورة.


الشرح