×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وقوله: «وَأَيْضًا حَدِيثُ: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ...» عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ، فَإِنَّهُ كَالنَّصِّ فِي أَنَّهُ لاَ يُجْهَرُ بِهَا» وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة: «قَالَ اللهُ - تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفاتحة: 3]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧ [الفاتحة: 6، 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ»؛ لأن سورة الفاتحة كلها دعاء؛ من أولها إلى قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ دعاء عبادة، وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى ومن قوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ إلى آخرها هذا دعاء مسألة.

وقوله: «فَإِنَّهُ كَالنَّصِّ فِي أَنَّهُ لاَ يُجْهَرُ بِهَا»؛ لأنه لم يذكر فيه البسملة.

وقوله: «فَإِنَّ هَذَا قَوْلُ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَجَمَاهِيرِهِمْ» أن «بسم الله الرحمن الرحيم» ليست من الفاتحة، ولا يجهر بها «وَهُمْ أَعْلَمُ بِالسُّنةِ وَأَتْبَعُ لَهَا».

وقوله: «قَالَ التِّرْمِذِيُّ: «عَلَى هَذَا» يعني: القول بأن «بسم الله الرحمن الرحيم»، ليست من الفاتحة عليه العمل «الْعَمَلُ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ».


الشرح