وقوله: «وَأَيْضًا حَدِيثُ: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ
بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ...» عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ، فَإِنَّهُ
كَالنَّصِّ فِي أَنَّهُ لاَ يُجْهَرُ بِهَا» وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيما يرويه عن رب العزة: «قَالَ
اللهُ - تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ،
وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3]، قَالَ اللهُ
تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي
وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا
سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ
غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾ [الفاتحة: 6، 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي
وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ»؛ لأن سورة الفاتحة كلها دعاء؛ من أولها إلى قوله: ﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ﴾
دعاء عبادة، وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى ومن قوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ إلى آخرها هذا دعاء مسألة.
وقوله: «فَإِنَّهُ كَالنَّصِّ فِي أَنَّهُ لاَ
يُجْهَرُ بِهَا»؛ لأنه لم يذكر فيه البسملة.
وقوله: «فَإِنَّ هَذَا قَوْلُ أَكَابِرِ
الصَّحَابَةِ وَجَمَاهِيرِهِمْ» أن «بسم
الله الرحمن الرحيم» ليست من الفاتحة، ولا يجهر بها «وَهُمْ أَعْلَمُ بِالسُّنةِ وَأَتْبَعُ لَهَا».
وقوله: «قَالَ التِّرْمِذِيُّ: «عَلَى هَذَا» يعني: القول بأن «بسم الله الرحمن الرحيم»، ليست من الفاتحة عليه العمل «الْعَمَلُ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ».