×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وَأُصَلِّي، أَوْ: بِاسمِ اللهِ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي، فَبَيَّنَ أَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَ الْمَقْصُودِ لِنَفْسِهِ، وَالْمَقْصُودِ لِغَيْرِهِ.

****

الشرح

إذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم شيئًا لسبب في وقته، ثم زال هذا السبب، فإن هذا الفعل يكون سنة، ولو زال السبب، مثل: الرمل، هذا سببه أن المشركين كانوا ينظرون إلى الرسول وأصحابه وهم يطوفون، ويظنون أنهم مرضى، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرملوا ويظهروا القوة؛ ليغيظوا الكفار، فزال هذا السبب، وبقي الرمل سنة إلى يوم القيامة؛ لتذكر هذه السنة بحالة المسلمين في وقتها.

كذلك السعي بين الصفا والمروة أصله أن أم إسماعيل احتاجت فجعلت تسعى بين الصفا والمروة؛ التماسًا للإغاثة والفرج، فصار ذلك سنة، مع أنه زال السبب.

ورمي الجمرات أصله أن إبراهيم عليه السلام لما أراد الشيطان أن يوسوس له ألا يذبح ابنه، رماه بالحصيات، ثم عرض له أخرى، فرماه، ثم عرض له، فرماه، هذا هو السبب، ثم زال السبب وبقي رمي الجمرات سنة إلى يوم القيامة.

وقوله: «لَكِنْ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ لأَِجْلِ مَا بَعْدَهَا مِنَ السُّورَةِ» فكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم آخر السورة وأول السورة التي تليها، إلا إذا نزلت عليه﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ.

وقوله: «وَالْمَعْنَى: بِاسمِ اللهِ أَقْرَأُ وَأُصَلِّي، أَوْ: بِاسمِ اللهِ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي» يعني: الباء للاستعانة، أي: أستعين باسم الله على القراءة، وأستعين باسم الله على الصلاة، وهكذا. وكذلك في التسمية على


الشرح