فتكون: ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفَاتِحَة: 7] الآية
السادسة، وتكون ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ الآية السابعة. أما من يعتبر البسملة من الفاتحة؛ فإنه يجعل ﴿صِرَٰطَ
ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفَاتِحَة: 7] آية واحدة.
وقوله: «إِذَا قَرَأْتُمُ «الْحَمْد» فَاقْرَؤُوا: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفَاتِحَة: 1]؛
إِنَّهَا أُمُّ الْقُرْآنِ، وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي، و﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
ٱلرَّحِيمِ﴾ إِحْدَى
آيَاتِهَا» هذا دليل للذين يقولون: إن من الفاتحة.
وقوله: «لأَِنَّهَا مَكْتُوبَةٌ فِي أَوَّلِهَا فِي
الْمُصْحَفِ؛ فَوَجَبَتْ أَنْ تُتْلَى حَيْثُ كُتِبَتْ كَسَائِرِ آيَاتِهَا»،
وما كتب في المصحف، فهو قرآن، فتكون﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ قرآنًا، وتكون
من الفاتحة.
وقوله: «وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ» عن أحمد «لاَ تَجِبُ قِرَاءَتُهَا، لَكِنْ يُكْرَهُ
تَرْكُ قِرَاءَتِهَا كَالاِسْتِعَاذَةِ وَأَوْلَى» فيُسن قراءتها مع عدم الجهر
بها؛ «بِنَاءً عَلَى أَنَّهَا لَيْسَتْ
مِنَ الْفَاتِحَةِ» وإنما هي آية مستقلة على رأس كل آية «وَالْمَفْرُوضُ أَنَّمَا هُوَ قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ».
وقوله: «وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ الصَّحِيحَةُ
عِنْدَ عَامَّةِ الأَْصْحَابِ» يعني: الرواية المشهورة عند أصحاب الإمام أحمد:
أن﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
ٱلرَّحِيمِ﴾ ليست من
الفاتحة.
وقوله: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ» والفاتحة سبع آيات، فيكون نصفها ثلاث آيات ونصف، من أولها إلى قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ﴾ [الفَاتِحَة: 5] تمجيد لله عز وجل وثناء وحمد، ومن قوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ إلى آخر السورة دعاء مسألة، وهو للعبد، يسأل ربه، ويعطيه الله ما سأل.