×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

أولاً: أنه ينازع الإمام.

ثانيًا: أنه يشوش على من بجانبه.

ثالثًا: أنه هو - أيضًا - لا يقرأ قراءة سليمة، ولا يفقه ما يقرأ.

قال: «وَمِثْلُ هَذَا لاَ يَكُونُ مَشْرُوعًا» في الصلاة، ما دام تجتمع في هذه المحاذير، وقد نهى الله عنه في قوله - تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ [الأعراف: 204] هذا أمر من الله، والأمر يقتضي الوجوب.

وقوله: «وَلأَِنَّ حَقِيقَةَ الْمُؤْتَمِّ هُوَ الْمُتَّبِعُ الْمُقْتَدِي لِلإِْمَامِ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ»، وهذا يخالف الائتمام، والمطلوب من المأموم أن يقتدي بإمامه، ومن ذلك أن يستمع لقراءته، فإذا قرأ والإمام يجهر، فاته الاقتداء، يدل لذلك قوله - تعالى - في سورة القيامة: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ ١٦إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ ١٧فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ ١٨ يعني: قرأه جبريل ﴿فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ [القيامة: 16- 18]، يعني: استمع له.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر حينما ينزل عليه القرآن يهتم بحفظه وتلقيه؛ كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنها، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه -فقال ابن عباس-: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، فحرك شفتيه - فأنزل الله -تعالى-: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ ١٦إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ ١٧ قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه: ﴿فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ قال: فاستمع له وأنصت ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ [القيامة: 19] ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5)، ومسلم رقم (448).