×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 الرَّابِعُ: أَنَّ الْمَأْمُومَ إِذَا أَدْرَكَ الإِْمَامَ رَاكِعًا فَقَدْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ السَّجْدَةَ»، وَكَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ حِينَ رَكَعَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَاكِعٌ، وَكَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ، وَلَوْ كَانَتْ وَاجِبَةً عَلَى الْمَأْمُومِ لَمْ تَسْقُطْ بِفَوَاتِ مَحِلِّهَا، كَالرُّكُوعِ، وَالاِعْتِدَالِ عَنْهُ، وَسَائِرِ الأَْرْكَانِ.

الْخَامِسُ: أَنَّ الإِْمَامَ وَافِدُ الْمُصَلِّينَ إِلَى اللهِ - تَعَالَى - كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوا أَئِمَّتَكُمْ خِيَارَكُمْ، فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ»، وَالْمَفْرُوضُ مِنَ الْقِرَاءَةِ هُوَ قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ، وَنِصْفُهَا ثَنَاءٌ عَلَى اللهِ، وَنِصْفُهَا دُعَاءٌ لِلْعَبْدِ، وَالْوَافِدُ هُوَ: لِسَانُ الْقَوْمِ فِيمَا يَأْتِي بِهِ مِنْ ثَنَاءٍ، وَلِذَلِكَ جَاءَ الدُّعَاءُ فِيهَا بِصِيغَةِ الْجَمْعِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الفَاتِحَة: 6]؛ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَمَّ قَوْمًا فَخَصَّ نَفْسَهُ بِدُعَاءٍ دُونَهُمْ فَقَدْ خَانَهُمْ»، وَهَذَا إِنَّمَا يَكُونَ فِيمَا يَفْعَلُهُ الإِْمَامُ عَنْ نَفْسِهِ عَنِ الْمَأْمُومِينَ، وَلِذَلِكَ قَالَ: «الإِمَامُ ضَامِنٌ».

السَّادِسُ: أَنَّ الإِْمَامَ خُصَّ بِالْقِرَاءَةِ فِي قَوْلِهِ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ»، وَقَوْلِهِ: «وَلْيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمُ»، وَغَيْر ذَلِكَ مِنَ الأَْحَادِيثِ، حَتَّى يُخْبِرَ عَنِ الإِْمَامِ بِالْقَارِئِ فِي قَوْلِهِ: «إِذَا أمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا»، فَلَوْلاَ أَنَّ قِرَاءَتَهُ يَتَعَدَّى حُكْمُهَا إِلَى الْمَأْمُومِينَ لَمْ تَكُنْ لِإِمَامَةِ الْقَارِئِ مَزِيَّةٌ، إِذَا كَانَ وَاحِدٌ مِنَ الإِْمَامِ وَالْمَأْمُومِ إِنَّمَا يَقْرَأُ لِنَفْسِهِ خَاصَّةً.


الشرح