×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 لاَ يَجُوزُ إِطْلاَقُهُ وَتَعْمِيمُهُ لِقَوْمٍ يُرَادُ تَعَلُّمُهُمْ مِنْ غَيْرِ تَفْسِيرٍ، لاَ سِيَّمَا وَهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ الإِْنْصَاتَ عَنِ الْقِرَاءَةِ الْمَشْرُوعَةِ فِي الصَّلاَةِ، وَأَعْظَمُ الْقِرَاءَةِ الْمَشْرُوعَةِ قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ.

وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنْ صَلاَةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: «هَلَ قَرَأَ مَعِيَ أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟». فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: «إِنِّي أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ». قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَجْهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّلَوَاتِ بِالْقِرَاءَةِ، حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم »، رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلاَّ ابْنَ مَاجَهْ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: «حَدِيثٌ حَسَنٌ»، وَفِي رِوَايَةٍ لأَِبِي دَاوُدَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «فَانْتَهَى النَّاسُ»، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: قَالَ الزُّهْرِيُّ: «فَانْتَهَى النَّاسُ».

وَفِي رِوَايَةٍ: «أَنَّهَا الصُّبْحُ»، وَأَنَّ الْقِرَاءَةَ إِنَّمَا جَهَرَ فِيهَا لاِسْتِمَاعِ الْمَأْمُومِينَ، فَإِذَا لَمْ يُنْصِتُوا كَانَ الْجَهْرُ ضَائِعًا بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَتَكَلَّمُ وَالإِْمَامُ يَخْطُبُ، وَلأَِنَّ الاِسْتِمَاعَ يُحَصِّلُ مَقْصُودَ الْقِرَاءَةِ، وَيُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: «أَقْرَأُ خَلْفَ الإِْمَامِ أَوْ أُنْصِتْ؟ قَالَ: بَلْ أَنْصِتْ؛ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ»، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: «وَالْمُرْسَلُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا أَصَحُّ».


الشرح