×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وقوله: «وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ» ابن العوام، وهو من الأئمة المفتين السبعة، وقوله يدل على السكتة بعد قراءة الفاتحة عند أهل العلم من التابعين وغيرهم.

وقوله: «وَمِنْهُمْ» أي: من علماء الحنابلة «مَنْ قَالَ: لاَ يُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يَسْكُتَ» أي: لا يستحب له السكوت بعد الفاتحة «لأَِجْلِ قِرَاءَةِ مَنْ خَلْفَهُ»؛ لأن هذا لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي سكتة خفيفة؛ لأجل الاستراحة واسترداد النفس، فإذا أراد أن يقرأ سورة بعد الفاتحة، يستحب له أن يبسمل سرًّا؛ لأنها يُفتتح بها السور.

وقال الإمام أحمد: «وَلاَ تُعْجِبُنِي الْقِرَاءَةُ خَلْفَ الإِْمَامِ فِيمَا يَجْهَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُنْصِتَ»؛ لأن هذا يخالف قوله - تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ [الأعراف: 204]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَإِذَا قَرَأَ الإِْمَامُ فَأَنْصِتُوا» ([1]).

وقوله: «وَهَذَا لأَِنَّ السُّكُوتَ الْمَذْكُورَ» بعد الفاتحة «لاَ يَدُلُّ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الأَْحَادِيثِ، فَلاَ وَجْهَ لِإِثْبَاتِهِ»، وإنما هي سكتة خفيفة؛ ليرجع إليه نفسه، وليفكر ماذا يقرأ بعد الفاتحة.

وقوله: «وَلَسَنَّ عِنْدَ الرُّكُوعِ بِقَدْرِ الْفَاتِحَةِ لِمَنْ أَدْرَكَهُ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ، وَلَجَازَ أَنْ يَجْهَرَ الْمَأْمُومُ بِالْقِرَاءَةِ فِيهِ»، لكن هذا لم يرد.

وقوله: «وَلأَِنَّ الْمَأْمُومَ لَوْ تَرَكَ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ لَمْ يُكْرَهْ لَهُ ذَلِكَ»؛ لأنه ليس واجبًا، بل هو مستحب، المهم أن الإمام لا يقصد بسكوته تمكين المأموم من قراءة الفاتحة، وإنما يسكت لغرض غير هذا،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (19723).