وَفِي الْفَاتِحَةِ إِحْدَى
عَشْرَةَ تَشْدِيدَةً، وَفِي الْبَسْمَلَةِ ثَلاَثُ تَشْدِيدَاتٍ: فِي اللاَّمِ
مِنِ اسْمِ «اللهِ»، وَالرَّاءَيْنِ مِنَ ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ
ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3]،، وَاللاَّمِ مِنَ ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، وَالرَّاءِ مِنْ، وَالرَّاءِ مِنَ ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3]
وَالدَّالِ مِنَ ﴿ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4] , وَالْيَاءَيْنِ
مِنْ ﴿إِيَّاكَ﴾ ﴿وَإِيَّاكَ﴾ [الفاتحة: 5] ,
وَالصَّادِ مِنِ ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ
ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] , وَاللاَّمِ مِنَ، وَالضَّادِ وَاللاَّمِ
مِنَ ﴿ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7]
فَإِنْ تَرَكَ تَشْدِيدَةً مِنْهَا لَمْ تَصِحَّ صَلاَتُهُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ
أَصْحَابِنَا، كَمَا لَوْ تَرَكَ حَرْفًا؛ لأَِنَّ الْحَرْفَ الْمُشَدَّدَ
حَرْفَانِ: أَوَّلُهُمَا سَاكِنٌ، وَثَانِيهُمَا مُتَحَرِّكٌ، وَإِنَّمَا هُمَا
مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ يَكُونَانِ مُتَمَاثِلَيْنِ مِنْ أَصْلِهِمَا، كَـ ﴿رَبِّ﴾ [الفاتحة: 2] وَ ﴿ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7] ,
وَقَدْ يَكُونَانِ فِي الأَْصْلِ مُتَقَارِبَيْنِ كـَ ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ﴾ [الفاتحة: 3] وَ ﴿ٱلصِّرَٰطَ﴾ [الفاتحة: 6] ,
وَإِنَّمَا قُلِبَتْ لاَمُ التَّعْرِيفِ مِنْ جِنْسِ مَا بَعْدَهَا، ثُمَّ
أُدْغِمَتْ فِيهِ، وَقَدْ يُكْتَبَانِ فِي الْخَطِّ حَرْفَيْنِ عَلَى الأَْصْلِ،
وَقَدْ يُكْتَبَانِ حَرْفًا وَاحِدًا؛ لأَِنَّ الْخَطَّ لَهُ طَرِيقَةٌ غَيْرُ
طَرِيقَةِ اللَّفْظِ.
وَقَالَ الْقَاضِي فِي «الْجَامِعِ» وَأَبُو الْحَسَنِ الآْمِدِيُّ: «تَصِحُّ؛ لأَِنَّ الشَّدَّةَ صِفَةٌ فِي الْحَرْفِ؛ فَأَشْبَهَ الْحَرَكَةَ مِنْ، وَلأَِنَّهُ لَيْسَ لَهُ صُورَةٌ فِي الْخَطِّ فَلَيْسَ بِحَرْفٍ، وَهَذَا يَتَوَجَّهُ إِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ تَلْيِينَ التَّشْدِيدِ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ تَصِحُّ مَعَهُ اتِّفَاقًا، وَكَذَلِكَ لَوْ فَكَّ الإِْدْغَامَ وَنَطَقَ بِالأَْصْلِ؛ مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: «الْرَحْمَنِ الْرَحِيمِ»، بِإِظْهَارِ لاَمِ التَّعْرِيفِ؛ لأَِنَّهُ لَحْنٌ لاَ يُحِيلُ الْمَعْنَى.