×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 فَهَذِهِ كُلُّهَا نُصُوصٌ فِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْهَرُ بِالتَّأْمِينِ، وَقَدْ أَمَرَ الْمَأْمُومِينَ أَنْ يُؤَمِّنُوا مَعَ تَأْمِينِ الإِْمَامِ، وَظَاهِرُهُ أَنَّهُمْ يُؤَمِّنُونَ مِثْلَ تَأْمِينِهِ؛ لأَِنَّ التَّأْمِينَ فِي حَقِّهِمْ أَوْكَدُ؛ لِكَوْنِهِمْ أُمِرُوا بِهِ، فَإِذَا كَانَ هُوَ يَجْهَرُ بِهِ فَالْمَأْمُومُ أَوْلَى، وَقَدْ تَقَدَّمَ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ، وَلِذَلِكَ فَهِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ هَذَا الأَْمْرَ بِالْجَهْرِ بِهِ، وَأَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ، فَرَوَى إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «أَدْرَكْتُ مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا قَالَ الإِْمَامُ: ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ [الْفَاتِحَة: 7] سَمِعْتُ لَهُمْ ضَجَّةً بِـ«آمِينَ»»، وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «أَدْرَكْتُ النَّاسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَلَهُمْ ضَجَّةٌ بِـ«آمِينَ»»، قَالَ إِسْحَاقُ: «كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِـ«آمِينَ»، حَتَّى يَسْمَعُوا لِلْمَسْجِدِ رَجَّةً».

وَلأَِنَّ الْمُؤَمِّنَ دَاعٍ، وَلِهَذَا قَالَ اللهُ - سُبْحَانَهُ - لِمُوسَى: ﴿قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا [يُونُس: 89]، وَإِنَّمَا كَانَ يَدْعُو مُوسَى وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ.

وَقَدْ شُرِعَ التَّأْمِينُ لِلْقَارِئِ وَمُسْتَمِعِهِ، حَتَّى الْمَلاَئِكَةُ فِي السَّمَاءِ تَقُولُ: «آمِينَ».

****

الشرح

يجتمع في الأحاديث والآثار السابقة: السنة الفعلية والسنة القولية، مما يؤكد على استحباب الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية للإمام والمأموم، والمنفرد إذا جهر بالقراءة.

وقوله: «فَإِذَا كَانَ هُوَ يَجْهَرُ بِهِ فَالْمَأْمُومُ أَوْلَى»؛ لأن المأموم


الشرح