مستمع، والمستمع يؤمن على
الدعاء؛ كما حصل من موسى وهارون - عليهما السلام - لما دعا موسى عليه السلام على
آل فرعون: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ
رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةٗ وَأَمۡوَٰلٗا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ
أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ
ٱلۡأَلِيمَ﴾ [يونس: 88]، هذا دعاء من موسى أمَّن عليه هارون عليه
السلام فقال الله - جل وعلا: ﴿قَدۡ
أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا﴾ [يونس:89]، ونسب الدعوة إليهما جميعًا، مع أن الداعي هو
موسى عليه السلام وهارون عليه السلام أَمَّنَ على دعائه، فدل على أن المستمع إذا
أمَّن على دعاء الداعي؛ فقد دعا بدعائه.
وقوله: «عَنْ عَطَاءٍ» ابن أبي رباح رحمه الله
من التابعين، وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنها، وهو إمام أهل مكة في العلم
والعبادة والورع «قال: أدركت مائتين من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قال الإمام: ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] سَمِعْتُ لَهُمْ ضَجَّةً بِـ«آمِينَ»»، وهذا يدل على
مشروعية قول: «آمين» بعد الفاتحة، وأن
هذا متأكد.
وقوله: «وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «أَدْرَكْتُ
النَّاسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ» كذلك عكرمة هذا مولى ابن عباس رضي الله عنها
قد روى عنه، وهو من التابعين، ويروي عن الناس في وقته «لَهُمْ ضَجَّةً بِـ«آمِينَ»؛ من اختلاط الأصوات، وكل هذا يؤكد القول
باستحباب التأمين بعد الفاتحة، وأنه يجهر به في الصلاة الجهرية.
وقوله: «وَقَدْ شُرِعَ التَّأْمِينُ لِلْقَارِئِ وَمُسْتَمِعِهِ، حَتَّى الْمَلاَئِكَةُ فِي السَّمَاءِ تَقُولُ: «آمِينَ»»، مما يؤكد هذه السنة العظيمة، فلا يتساهل الإنسان بها؛ لأن بعض الناس ينكرون الجهر بآمين؛ إما لأنهم لم تبلغهم الأحاديث، أو لأنهم لم يتمكنوا من العلم.