×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وَقِيَاسُ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ وُجُوبُهَا، عَنْ أَبِي مُصَبِّحٍ الْمَقْرَائِيِّ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي زُهَيْرٍ النُّمَيْرِيِّ، وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَيَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ، فَإِذَا دَعَا الرَّجُلُ مِنَّا قَالَ: «اخْتِمْهُ بِـ«آمِينَ»»، فَإِنَّ «آمِينَ» مِثْلُ الطَّابِعِ عَلَى الصَّحِيفَةِ»، قَالَ أَبُو زُهَيْرٍ: أُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَلَحَّ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْجَبَ إِنْ خَتَمَ»؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بِأَيِّ شَيْءٍ يَخْتِمُ؟ قَالَ: بِـ«آمِينَ»، فَمَا مَرَّ أَنْ خَتَمَ بِـ«آمِينَ» هَذَا أَوْجَبَ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى الرَّجُلَ فَقَالَ: «اخْتِمْ يَا فُلاَنُ بِـ«آمِينَ»، وَأَبْشِرْ»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى «آمِينَ»؛ فَأَكْثِرُوا مِنْ «آمِينَ»»، رَوَاهُ النَّجَّادُ.

فَإِنْ قَالَ: آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ الْقَاضِي وَالآْمِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا: قِيَاسُ قَوْلِ أَحْمَدَ: أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَحَبٍّ، كَمَا لَمْ يَسْتَحِبَّ الزِّيَادَةَ عَلَى تَكْبِيرَةِ الاِفْتِتَاحِ؛ لأَِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»، وَهُوَ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا قَالَ: «آمِينَ»، مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ.

****

الشرح

قوله: «وَإِذَا تَرَكَ الإِْمَامُ التَّأْمِينَ أَوِ الْجَهْرَ بِهِ» كمن يعتقد أنه لا يشرع، فيترك التأمين «أَمَّنَ الْمَأْمُومُ وَجَهَرَ بِهِ»، فالذين خلفه لا يتركونه؛


الشرح