لقوله صلى الله عليه وسلم
للإمام: «وَاقْتَدِ بِأَضْعَفِهِمْ» ([1])، فلا يأخذ برأي
الذي يطلب الإطالة؛ لأنه يشق على الضعيف.
وقوله: «وَلأَِنَّ الْفَجْرَ خُفِّفَتْ؛ لأَِجْلِ طُولِ الْقِرَاءَةِ فِيهَا» يعني: جُعلت ركعتين؛ لأجل إطالة القراءة في هاتين الركعتين، «وَقِرَاءَتُهَا مَشْهُودَةٌ؛ يَشْهَدُهَا اللهُ وَمَلاَئِكَتُهُ»، قال - تعالى: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا﴾ [الإسراء: 78]، سماها قرآنًا، ويشهده الله جل وعلا وملائكته، فمن أجل ذلك تطوَّل القراءة فيها، «وَفِيهَا وَقْتُ اسْتِيقَاظِ النَّاسِ مِنْ مَنَامِهِمْ وَنَشَاطِهِمْ إِلَى الصَّلاَةِ؛ فَقُلُوبُهُمْ أَوْعَى وَأَصْفَى لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَسَمْعِهِ»، فهم يتحملون، ويرغبون في إطالة القراءة؛ لأنهم قائمون من النوم، وعندهم نشاط إلى الصلاة، وأيضًا - في معنى ثالث: أنه يطيل لأجل أن يلحق به المتأخرون الذين ما زالوا يتوضؤون أو يغتسلون أو تأخروا في الاستيقاظ، فإذا خففها، فوَّت عليهم إدراك الصلاة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (531)، والنسائي رقم (762)، وابن ماجه رقم (987)، وأحمد رقم (16270).