×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وَيَنْبَغِي أَنْ يُطِيلَ الرَّكْعَةَ الأُْولَى عَلَى الثَّانِيَةِ مِنْ جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ، فَإِنْ عَكَسَ ذَلِكَ كُرِهَ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنْهُ الإِْمَامُ، نَصَّ عَلَيْهِ؛ لأَِنَّ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَّهُ كَانَ يُطَوِّلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مِمَّا لاَ يُطَوِّلُ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَكَذَا فِي الْعَصْرِ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيد بِذَلِكَ أنْ يُدْرِكَ النَّاسُ الرَّكْعَةَ الأُْولَى»، وَهُوَ حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَلأَِنَّهُ إِذَا أَطَالَ الأُْولَى أَدْرَكَ النَّاسُ الرَّكْعَةَ الأُْولَى، وَلأَِنَّ النُّفُوسَ أَنْشَطُ فِي أَوَّلِ الصَّلاَةِ، وَلِذَلِكَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُطِيلُ الرَّكَعَاتِ الأُْوَلَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ عَلَى الأَْوَاخِرِ، وَلِذَلِكَ أُطِيلَتِ الرَّكْعَتَانِ الأُْولَيَانِ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى الأُْخَرَيَيْنِ، وَأُطِيلَتِ الصَّلَوَاتُ الأُْولَى فَالأُْولَى عَلَى الَّتِي بَعْدَهَا.

****

الشرح

قوله: «وَالْمَغْرِبُ وِتْرُ النَّهَارِ، وَوَقْتُهَا الْمُسْتَحَبُّ مُضَيَّقٌ»، فيقرأ فيها من قصار المفصل؛ لأن وقتها ضيق، وليست كسائر الصلوات، فهي ختام صلوات النهار، وترتفع مع أعمال النهار.

وقوله: «وَالْعِشَاءُ بَعْدَهَا النَّوْمُ، وَفِي إِطَالَتِهَا إِضْجَارٌ لِلنَّاسِ وَإِمْلاَلٌ لَهُمْ»، فيتوسط في العشاء؛ رفقًا بالناس؛ لأن بعدها راحة الناس، وتطلعهم للنوم، وقد يكونون متعبين، فيقرأ من أوساط المفصل؛ لأجل ملاحظة حال المأمومين، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ لمَّا أطال على الناس في صلاة العشاء.


الشرح