قال: «وَالرِّوَايَةُ الأُْخْرَى:
لاَ تُكْرَهُ؛ وَهِيَ أَصَحُّ»؛ لأن ترتيب السور ليس بنص عن الرسول صلى الله
عليه وسلم، إنما هو باجتهاد الصحابة، فيجوز قراءة هذه قبل هذه، أما تنكيس الآيات، فلا
يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي رتَّب الآيات في المصحف.
قال: «لأَِنَّ الصَّبِيَّ
يُعَلَّمُ عَلَى ذَلِكَ» فيُبدأ في تعليم الصبي القرآن من سورة «الناس» ثم «الفلق» ثم الإخلاص وهكذا إلى آخره، تعلمنا أول ما تعلمنا على هذه الطريقة،
ورضيها المسلمون، فدل على الجواز، وهذا تسهيل على الصبيان الأطفال والجهال أن
يُعلَّموا آخر القرآن وقصار السور؛ ليقرؤوا بها في صلواتهم، أما أن يُبدأ مع الصبي
أو الجاهل أو الأعرابي بسورة «البقرة»،
فهذا يصعب عليه تعلم القرآن، والله جل وعلا يقول: ﴿وَلَقَدۡ
يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ﴾ [القمر: 17]، وهذا
من تيسير القرآن على الناس، وكما أنه يجوز في التعليم يجوز في الصلاة - أيضًا.
قال: «وَلأَِنَّ ذَلِكَ لاَ
يَخْرُجُ عَنِ الْقُرْآنِ عَنِ الْوَجْهِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ»، فهو قرآن،
سواء رتبته على ترتيب المصحف، أو قدمت بعض السور على بعض، لا يتغير معناه ولا نظمه
بتقديم السور بعضها على بعض.
قال: «فَأَشْبَهَ مَا لَوْ قَرَأَ سُورَةً، وَقَرَأَ فِي الثَّانِيَةِ بَعْدَهَا سُورَةً لاَ تَلِيهَا» يعني: كما أنه يجوز أن يقرأ سورة من أول المصحف في الركعة الأولى، ويقرأ سورة ثانية من وسط المصحف أو من آخره في الركعة الثانية، فكذلك العكس، يجوز أن يقرأ سورة في الركعة الأولى، ثم يقرأ في الثانية سورة قبلها.