×
شرح العقيدة الواسطية

﴿بِٱلۡهُدَىٰ أي: العلم النافع، وهو كل ما جاء به النَّبِي صلى الله عليه وسلم من الإخبارات الصادقةِ والأوامر والنواهي وسائرِ الشرائع النافعة.

·        والهدى نوعان:

النوعُ الأول: هُدًى بمعنى الدلالة والبيان، ومنه قوله تَعالَى: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ [فصلت 17]، وهذا يقوم به الرَّسُول صلى الله عليه وسلم كما في قوله تَعالَى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [الشورى: 52].

النوعُ الثاني: هدًى بمعنى التوفيق والإلهام، وهذا هو المنفي عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم ولا يقدر عليه إلا الله تَعالَى، كما في قوله تَعالَى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ [القصص: 56].

﴿وَدِينِ ٱلۡحَقِّ هو العملُ الصالح، والدينُ يطلق ويرادُ به الجزاء، كقوله تَعالَى: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4]، ويُطلق ويُراد به الخُضوع والانقياد، وإضافةُ الدينِ إلى الحقِّ من إضافةِ الموصوفِ إلى صفتِه، أي: الدين الحق، والحق: مصدر حَقَّ يَحِقُّ، بمعنى: ثبت ووجب، وضِدّه الباطل.

﴿ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ أي: ليُعلِيَه على جميعِ الأديانِ بالحجةِ والبيانِ والجهاد حتى يظهرَ على مخالفيه من أهلِ الأرض، من عرب وعجم، مِلِّيِّين ومشركين، وقد وقع ذلك؛ فإن المسلمين جاهدوا في اللهِ حقَّ جهادِه حتى اتسعت رقعةُ البلاد الإِسْلامية، وانتشر هذا الدينُ في المشارق والمغارب.


الشرح