وما
وصفَ به نفسَه في أعظمِ آيةٍ في كتابِه حيث يقول: ﴿ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا
هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ
يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ
عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ
وَلَا ئَُودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ ([1]) وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ
ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255] ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله
حافظٌ، ولا يقربه شيطانٌ حتى يُصبحَ.
*****
«وما وصف به نفسَه
في أعظم آية من كتابه» أي: ودخل في الجملة السابقة ما وصف الله به نفسه
الكريمة «في أعظم آية» والآية في اللغة: العلامة، والمراد بها هنا: طائفة
من كلمات القرآن متميزة عن غيرها بفاصلة، وتسمى هذه الآية التي أوردها هنا: آية
الكرسي؛ لذكر الكرسي فيها.
والدليلُ على أنها أعظمُ آيةٍ في القرآن ما ثبتَ في الحديثِ الصحيحِ الذي رواه مسلمٌ عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم سأله: «أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: آية الكرسي. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» ([2])، وسببُ كونِها أعظم آية لِما اشتملت عليه من إثبات أسماء الله وصفاته وتنزيهه عما لا يليق به.
([1]) أي: لا يُثْقِله.