الشاهدُ من الآياتِ الكريمة: أنَّ فيها وصفَ اللهِ سبحانه وتعالى بالرحمة والمغفرة على ما يليقُ بجلالِه كسائرِ صفاتِه، وفيها الردُّ على الجَهْمِيَّة والمعتزِلة -ونحوهم- ممن يَنفون عن الله اتصافه بالرحمة والمغفرة فرارًا من التشبيه بزعمهم! قالوا: لأن المخلوقَ يُوصفُ بالرحمة، وتأولوا هذه الآيات على المجاز، وهذا باطلٌ؛ لأن اللهَ سبحانه أثبتَ لنفسِه هذه الصفة، ورحمتُه سبحانه ليست كرحمةِ المخلوقِ حتى يلزمَ التشبيه كما يزعمون، فإن اللهَ تَعالَى ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾، والاتفاق في الاسم لا يقتضي الاتفاق في المسمى، فللخالقُ صفاتٌ تليقُ به وتختصُّ به، وللمخلوقِ صفاتٌ تليقُ به وتختصُّ به، والله أعلم.
الصفحة 3 / 220
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد