ثانيًا: لو كان المرادُ
بالاستواء على العرش الاستيلاءَ على الملك لم يكن هناك فرقٌ بين العرش والأرض
السابعة السفلى والدواب وجميع المخلوقات؛ لأنه مستولٍ على الجميع ومالك للجميع،
فلا يكون لذكر العرش فائدة.
ثالثًا: أن هذا اللفظ ﴿ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ قد اطَّردَ في
الكتاب والسنة، ولم يأت في لفظ واحد: استولى على العرش حتى تفسر به بقية النصوص.
رابعًا: أنه أتى بـ ﴿ ثُمَّ ﴾ التي تفيد الترتيب والمُهْلة، فلو كان معنى الاستواء الاستيلاء على العرش والقدرة عليه لم يتأخر ذلك إلى ما بعد خلق السموات والأرض، فإن العرش كان موجودًا قبلَ خلقِ السموات والأرض بخمسين ألف سنة ([1]) -كما ثبت في «الصحيحين»- فكيف يجوزُ أن يكونَ غيرَ قادرٍ ولا مستولٍ عليه إلى أن خلق السموات والأرض؟! هذا من أبطل الباطل، والله أعلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2653).
الصفحة 3 / 220
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد