وقوله: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ﴾ أي: إلى الله
سبحانه لا إلى غيرِه يرتفع ﴿ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ﴾ أي: الذكر والتلاوة
والدعاء، ﴿وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ﴾ أي: العمل الصالح،
يرفع الكلم الطيب، فإن الكلم الطيب لا يُقْبَل إلا مع العمل الصالح، فمن ذكر الله
تَعالَى ولم يؤد فرائضه رُدَّ كلامه.
قال إياس بن معاوية:
«ولولا العمل الصالح لم يرفع الكلام».
وقال الحسن وقتادة: «لا
يُقْبَل قول إلا بعمل».
والشاهدُ من الآية: أن فيها إثباتَ
علوِّ اللهِ على خلقه؛ لأن الرفعَ يكونُ إلى أعلى.
وقوله تَعالَى: ﴿ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا ﴾ هذا من مقولة فرعون
لوزيره هامان، يأمره أن يبني له قصرًا مَنِيفًا عاليًا؛ ﴿ وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي
صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ ٣٦ أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ
إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ
لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ
إِلَّا فِي تَبَابٖ ٣٧﴾ أي: طرق السموات أو أبوابها
﴿فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ﴾ بنصب ﴿فَأَطَّلِعَ﴾ بأنْ مضمرة بعد فاء
السببية، ومعنى مقالته هذه: تكذيب موسى عليه السلام في أن الله أرسله أو أن إلهًا
في السماء؛ ولذلك قال: ﴿ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ﴾ أي: فيما يدعيه من
الرسالة أو فيما يدعيه بأن له إلهًا في السماء، والشاهدُ من الآية: أن فيها
إثباتَ علوِّ الله على خلقِه حيث إن موسى عليه السلام أخبر بذلك وحاول فرعون في
تكذيبه.
وقوله تَعالَى: ﴿ءَأَمِنتُم﴾ الأمن: ضد الخوف ﴿مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ أي: عقوبة من في
السماء، وهو الله سبحانه، ومعنى ﴿فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ أي: على