×
شرح العقيدة الواسطية

وغيره ([1])، وكما فسرها بذلك سَلَف هذه الأمة، وعلى ذلك يكون، الشاهد من الآية الكريمة: إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.

وقولُه تَعالَى: ﴿ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا أي: للمؤمنين في الجنةِ ما تشتهي أنفسُهم وتلذُّ أعينُهم من فنونِ النعيمِ وأنواعِ الخير، ﴿ وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ أي: زيادة على ذلك، وهو النظرُ إلى وجهِ اللهِ الكريم. وهذا هو الشاهدُ من الآيةِ الكريمة، وهو إثباتُ النظرِ إلى وجهِ اللهِ الكريمِ في الجنة.

ما يُستفادُ من الآياتِ الكريمة: يستفادُ منها إثباتُ رؤيةِ المؤمنين لربِّهم يومَ القيامة، وأنها أعظم النعيم الذي ينالونه، وهذا هو قولُ الصَّحَابَة والتَّابعين وأئمة المسلمين، خلافًا للرافضة والجَهَمِيَّة والمعتزِلة الذين يَنفون الرؤيةَ يخالفون بذلك الكتابَ والسنةَ وإجماعَ سلفِ الأمةِ وأئمتها، ويعتمدون على شُبَهٍ واهية وتعليلاتٍ باطلة، منها:

1- قولُهم: إن إثباتَ الرؤيةِ يلزم منه إثباتُ أن اللهَ في جهة، ولو كان في جهة لكان جِسمًا، واللهُ منزهٌ عن ذلك.

والجوابُ عن هذه الشبهة: أن نقول: لفظُ الجهةِ فيه إجمال: فإن أريدَ بالجهةِ أنه حالٌّ في شيءٍ من مخلوقاتِه فهذا باطل، والأدلةُ ترُده، وهذا لا يلزمُ من إثبات الرؤية، وإن أريدَ بالجهةِ أنه سبحانه فوق مخلوقاتِه فذا ثابتٌ للهِ سبحانه ونفيُه باطل، وهو لا يتنافى مع رؤيتِه سبحانه.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (181).