×
شرح العقيدة الواسطية

«رَبَّنَا اللهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ» أي: على السماء، فـ «في» هنا بمعنى: على، كقوله تَعالَى: ﴿ فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ [التوبة: 2] أي: على الأرض، ويجوزُ أن تكون «في» للظرفية على بابها، ويكون المراد بالسماء: مطلق العلو.

«تَقَدَّسَ اسْمُكَ» أي: تقدَّست أسماؤُك عن كلِّ نقص، فهو مفرد مضاف، فيعُمُّ جميعَ أسماءِ الله، «أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ» أي: أمرُك الكوني القدري الذي ينشأُ عنه جميعُ المخلوقات والحوادث، ومنه قوله تَعالَى: ﴿ إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ [يس: 82]، وأمرُك الشرعي المتضمن للشرائع التي شرعها لعباده.

«كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ اجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الأَْرْضِ» هذا توسُّلٌ إليه برحمتِه التي شمِلت أهلَ السمواتِ كلَّهم أن يجعل لأهل الأرض منها نصيبًا، «اغْفِرْ لَنَا حَوْبَنَا وَخَطَايَانَا» هذا طلب للمغفرة، وهي: الستر ووقاية الإثم، ومنه المِغْفَر الذي يُلبس على الرأس لستره ووقايته من الضرب، والحُوب: الإثم، والخطايا، هي: الذنوب.

«أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ» هذا توسلٌ آخرَ، و«الطَّيِّبِينَ»: جمع طيب، وهم النَّبِيون وأتباعُهم، وإضافةُ ربوبيتِه لهؤلاءِ إضافةُ تشريفٍ وتكريم، وإلا هو سبحانه ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكِه، «أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ» أي: الرحمة المخلوقة، فإن رحمة الله نوعان:

النوعُ الأول: رحمتُه التي هي صفةٌ من صفاتِه، كما في قولِه تَعالَى: ﴿ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ [الأعراف: 156].


الشرح