أسفلِه وأعلاه، وما
فوق ذلك البحر من الأَوْعال الثمانية العظيمة، ثم فوقَ ذلك العرش، «واللهُ فوقَ
العرش» أي: مُستوٍ عليه استواء يليقُ بجلاله «وهو يعلم ما أنتم عليه» بعلمِه
المحيطِ الذي لا يخفى عليه شيء.
والشاهدُ من الحديث: إثباتُ علوِّ
اللهِ على عرشِه، وأن عرشَه فوق المخلوقاتِ كلِّها، وأن علمَ اللهِ سبحانه محيطٌ
بأعمالِ العباد، لا يخفى عليه منها شيء.
«وقولُه للجارية» أي: أَمَة معاويةَ
بنِ الحكم حينما غضِب عليها سيدُها معاويةُ فلطمها، ثم ندِم وأخبر رسولَ الله صلى
الله عليه وسلم، وقال: أَفَلاَ أُعْتِقُهَا ؟ فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «بلى
جئني بها» فأتى بها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: «أَيْنَ
اللهُ؟» فيه دليلٌ على جوازِ السؤال عن الله بأين «قَالَتْ: فِي
السَّمَاءِ» أي: الله سبحانه في السماء -وتقدم تفسيرُ هذه الكلمة- «قال»
لها النَّبِي صلى الله عليه وسلم أيضًا: «مَنْ أَنَا؟» سألها عن اعتقادِها
فيه «قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ» فأقرتْ له بالرسالة «قال» صلى
الله عليه وسلم لسيدها: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» فيه دليلٌ على
أن من شهِد هذه الشهادة أنه مؤمن، وأن العِتقَ يُشترطُ له الإِيمَان.
والشاهدُ من الحديث: أن فيه دليلاً على عُلوِّ اللهِ على خلقِه فوقَ سماواته، وأنه يُشارُ إليه في جهةِ العلوِّ إشارةٌ حسية.
الصفحة 4 / 220