واطلاعه «حيثما كنت»
أي: في أي مكان وُجدت، فمَن عَلم ذلك استوت علانيتُه وسريرتُه، فهابه في كلِّ
مكان، «أخرجه الطبراني» أبو القاسم سليمان اللخمي أحد الحفاظ المكثرين، وقد روى
هذا الحديث في «المعجم الكبير».
وفي الحديثِ: دليلٌ على إثباتِ
معيةِ الله لخلقِه بعلمِه وإحاطتِه بأعمالِهم، وأنه يجبُ على العبد أن يتذكرَ ذلك
دائمًا فيُحسنُ عملَه.
وقوله: «إِذَا قَامَ
أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاَةِ» أي: إذا شرع فيها «فلا يبصُق» أي: لا يَتْفُل «قِبَل
وجهِه» أي أمامه، «قِبَل» بكسر القاف وفتح الباء؛ «فَإِنَّ اللهَ قِبَلَ
وَجْهِهِ» هذا تعليلٌ للنهي عن البُصاقِ في قبلةِ المصلي بأن الله سبحانه «قِبَلَ
وَجْهِهِ» أي: مُوَاجِهَه، وهذه المواجهةُ كما يليقُ باللهِ سبحانه لا يلزم منها
أنه سبحانه مختلطٌ بخلقِه، بل هو فوق سمواتِه مستوٍ على عرشِه، وهو قريبٌ من خلقِه
محيطٌ بهم، «وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ» أي: ولا يبصُق المصلي عن يمينِه؛
تشريفًا لليمين، ولأن الملَكين عن يمينِه، كما في رواية للبخاري «وَلَكِنْ عَنْ
يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ» أي: ولكن ليبصق المصلي في جهةِ يسارِه أو
يبصق تحتَ قدمه.
والشاهدُ من الحديث: أن فيه إثباتَ
قُربِ اللهِ سبحانه من عبدِه المصلي وإقباله عليه، وهو سبحانه فوقه.
وقولُه صلى الله
عليه وسلم: «اللهُّم رَبَّ السَمَوَاتِ السبْع» «اللهم» أصله: يا الله،
فالميم عِوَض عن ياء النداء، «ربَّ السمواتِ السبع» أي: خالقها ومالكها، «وربَّ
العرشِ العظيم» أي: الكبير الذي لا يُقَدِّر قدْره إلا الله، فهو أعظمُ
المخلوقات، وتقدَّمَ تفسيرُه.