×
شرح العقيدة الواسطية

المُبتدِعة التي انحرفتْ عن الصِّراطِ المستقيم فَغَلا بعضُها وتطرَّف، وتساهلَ بعضُها وانْحرف.

ثمَّ بيَّن الشيخُ رحمه الله تفصيل ذلك، فقال: «فَهُم» أي: أهل السُّنَّة والجَماعَة.

أولاً: «وسطٌ في بابِ صفاتِ الله سبحانه وتعالى بين أهلِ التَّعطيل الجهمية، وأهلِ التَّمثيل المُشبِّهة» فالجَهْمِيَّةُ -نسبةٌ إلى الجَهمِ بن صفوان التِّرمذيِّ- هؤلاء غَلَوْا وأَفْرطُوا في التَّنزِيه حتّى نَفَوْا أسماءَ الله وصفاتِه؛ حذرًا من التشبيهِ بزعمِهم، وبذلك سُمُّوا مُعطِّلةً؛ لأنَّهم عطَّلوا اللهَ من أسمائِه وصفاتِه.

«وأهلُ التَّمثيل المُشبِّهة» سُمُّوا بذلك؛ لأنَّهم غَلَوْا وأفرَطُوا في إثباتِ الصِّفات حتَّى شَبَّهُوا اللهَ بخلقِه، وَمَثَّلُوا صفاته بصفاتِهم، تَعالَى الله عمَّا يقولون.

وأهلُ السُّنَّةِ توسَّطوا بين الطَّرفَيْنِ، فأثبتوا صفاتِ اللهِ على الوجهِ اللائقِ بجلالِه من غيرِ تشبيهٍ ولا تمثيل، فلم يَغْلوا في التَّنزيه، ولم يَغْلُوا في الإثبات، بل نزَّهوا اللهَ بلا تعطيل، وأثبتوا له الأسماءَ والصفاتِ بلا تمثيلٍ.

ثانيًا: وأهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة «وسط في باب أفعال الله بين الجَبْرِية والقَدَرِية».

فـ «الجَبْرِية»: نسبةٌ إلى الجَبْر؛ لأنَّهم يقولون: إنَّ العبدَ مجبورٌ على فِعله، فَهُم غَلَوْا في إثباتِ أفعالِ اللهِ حتَّى نَفَوْا أفعالَ العباد،


الشرح