×
شرح العقيدة الواسطية

الوجه الرابع: أن هذا خلافُ ما أخبر اللهُ به في كتابه، وتَوَاترَ عن رسولِه، من أنه سبحانه وتعالى على عرشِه، عَلِيٌّ على خلقه، وهو معهم أينما كانوا. والمتواتر من النُّصوص: هو ما رواه جماعةٌ، تُحِيلُ العادةُ تَوَاطُؤَهم على الكذب، عن مثلهم، من الابتداء إلى الانتهاء. والآياتُ والأحاديثُ في هذا كثيرةٌ، منها الآية الَّتي ذكرها المصنِّف رحمه الله، والله أعلم.

وقولُ المصنِّفِ رحمه الله: «وهو سبحانه فوق عرشه، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مُطَّلِعٌ عليهم» تقريرٌ وتأكيدٌ لِما سبق من ذكر عُلُوِّه على عرشِه، وكونه مع خلقه؛ بذكر اسمين من أسمائه سبحانه وهما: «الرَّقيبُ والمُهَيْمنُ»، قال الله تَعالَى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا [النساء: 1]، والرقيب: هو المراقبُ لأحوالِ عبادِه. وفي ذلك دلالةٌ على قربه منهم، وقال تَعالَى: ﴿ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ [الحشر: 23] والمهيمن: هو الشاهد على خلقِه، المُطَّلعُ على أعمالهم، الرقيبُ عليهم.

«إلى غير ذلك من معاني ربوبيته» أي: أن مقتضى ربوبيته -سبحانه- أن يكونَ فوق خلقِه بذاته، ويَطَّلعَ على أعمالِهم، ويكون قريبًا منهم بعلمِه وإحاطتِه، يُصرِّفُ شئونهم، ويُحصِي أعمالَهم، ويُجازِيهم عليها.


الشرح