×
شرح العقيدة الواسطية

وأنكر عذابَ القبرِ المعتزلةُ، وشُبْهَتُهم في ذلك: أنَّهم لا يُدركُونه، ولا يَرون الميِّتَ يُعَذَّبُ ولا يُسْأَلُ.

والجوابُ عن ذلك: أنَّ عدمَ إدراكِنا ورؤيتنا للشيء لا يدلُّ على عدمِ وجودِه ووقوعِه، فكم من أشياءَ لا نراها وهي موجودةٌ! ومِن ذلك عذابُ القبرِ أو نعيمِه. وأن اللهَ تَعالَى جعلَ أمرَ الآخرَة، وما كان مُتَّصلاً بها - غيبًا، وحجبَها عن إدراكِ العقولِ في هذه الدَّار؛ ليتميّز الَّذين يؤمنون بالغيبِ من غيرِهم. وأمور الآخرَة لا تُقاسُ بأمورِ الدنيا. والله أعلم.

وعذابُ القبرِ على نوعين:

النوع الأول: عذابٌ دائمٌ، وهو عذابُ الكافر، كما قال تَعالَى: ﴿ ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ [غافر: 46].

النوع الثاني: يكون إلى مدة ثمَّ ينقطع، وهو عذاب بعض العُصَاة من المؤمنين، فيُعَذَّبُ بِحَسْبِ جُرمِه ثمَّ يُخفَّفُ عنه. وقد ينقطع العذابُ بسبب دعاءٍ أو صدقةٍ أو استغفارٍ.


الشرح