﴿ فَأَمَّا مَنۡ
أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ ٧ فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا
يَسِيرٗا ٨﴾ [الانشقاق: 7- 8] ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَيسَ أَحَدٌ يُنَاقَشُ الحِسَابَ يَومَ
القِيامةِ إِلاَّ عُذِّبَ» ([1]).
النوعُ الثاني: حساب الكفّار، وقد بيَّنه بقوله: «وَأَمَّا الكُفّارُ فَلا يُحَاسَبُونَ مُحَاسَبةَ مَن تُوزَنُ حَسَنَاتُه وَسَيِّئَاتُه؛ فَإِنَّه لا حَسَنَاتِ لَهُم» أي: ليس لهم حسنات توزن مع سيِّئاتهم؛ لأنَّ أعمالَهم قد حَبِطتْ بالكفر فلمْ يَبْقَ لهم في الآخرَة إِلاَّ سيِّئاتٌ، فحسابهم معناه: أنَّهم «تُعدُّ أعمالُهم فَتُحصَى، فيُوْقَفُون عليها، وَيُقرَّرُون بها، ويُجْزَونَ بِهَا» أي: يُخبرون بأعمالهم الكفريِّةِ ويَعترفون بها ثمَّ يُجَازُون عليها، كما قال تَعالَى: ﴿ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ﴾ [فُصِّلَت: 50]، وقال تَعالَى: ﴿ وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ﴾ [الأنعام: 130]، وقال: ﴿ فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ فَسُحۡقٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [المُلك: 11].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6537).
الصفحة 6 / 220