×
شرح العقيدة الواسطية

طاعة، وهي موافقةُ الأمر. و«المعاصي»: جمعُ معصية وهي مخالفة الأمر. و«الأرزاق»: جمعُ رزق، وهو ما ينفع. و«الآجال»: جمعُ أجل، وهو مدَّةُ الشَّيء. وأجلُ الإِنسَان نهايةُ وقتِه في الدُّنيا بالموت. و«اللَّوح المحفوظ» هو أمُّ الكتاب، «محفوظ» من الزِّيادَة والنُّقصان فيه. ذَكَرَ الشَّيخُ هنا ما تتضمَّنه الدَّرجةُ الأولى من درجتي الإِيمَان بالقدرِ وأنَّها تتضمَّن شيئين، أي مرتبتين.

المرتبةُ الأولى: الإِيمَان بعلمِ اللهِ المحيطِ بكلِّ شيءٍ من الموجودات والمعدومات، هذا العلمُ الَّذي هو صفةٌ من صفاتِه تَعالَى الذَّاتيَّة، الَّتي لا يزال متَّصفًا بها أزلاً وأبدًا. ومن ذلك علمه بأعمالِ الخلقِ من الطاعاتِ والمعاصي، وعلمُه بأحوالِهم من الأرزاقِ والآجالِ وغيرها.

المرتبةُ الثَّانية: مرتبةُ الكتابة، هي أنَّ اللهَ كتب في اللوحِ المحفوظِ مقاديرَ الخلق، فما يَحدث شيءٌ في الكونِ إلا وقد علمَه الله، وكتبَه قبل حدوثِه.

ثمَّ استدلَّ الشَّيخُ رحمه الله على ذلك بأدلَّةٍ من الكتابِ والسُّنَّة، فمن أدلَّةِ السُّنَّةِ على ذلك الحديثِ الذي ذكر الشيخُ معناه.

ولفظُه كما رواه أبو داود في سننه عن عُبادةَ بن الصَّامتِ رضي اللهُ عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» ([1]) فهذا الحديث يدلُّ على مرتبة الكتابة، وأن المقادير كلَّها مكتوبة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4700)، وابن ماجه رقم (2155)، وأحمد رقم (22705)، والحاكم رقم (3693).