×
شرح العقيدة الواسطية

والشَّاهدُ من الآيةِ الكريمة: أنَّ فيها إثباتَ علمِ اللهِ بالأشياء، وكتابتِها في اللَّوح المحفوظ. وهذا هو ما تتضمَّنه الدَّرجة الأولى

واستدلَّ الشَّيخُ أيضًا بقوله تَعالَى: ﴿ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22] ﴿ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ من قَحْطِ مَطرٍ، وضعفِ نبات، ونقصِ ثمار. ﴿وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ بالآلامِ والأسقامِ وضيقِ العَيش. ﴿ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ أي: إلا وهي مكتوبةٌ في اللَّوحِ المحفوظ ﴿ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ أي: قبل أن نخلقها ونُوجدها. ﴿ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ أي: أنَّ إثباتَها في الكتاب على كثرتِها يسيرٌ على الله سبحانه.

والشَّاهدُ من الآيةِ الكريمة: أنَّ فيها دليلاً على كتابةِ الحوادثِ في اللَّوح المحفوظ قبل وقوعها، ويتضمَّن ذلك علمَه بها قبل الكتابة، فهي دليل على مرتبَتَيِ العلم والكتابة.

ثمَّ بعد ذلك أشار الشَّيخُ رحمه الله إلى أن التَّقديرَ نوعان:

تقديرٌ عامٌّ شاملٌ لكلِّ كائن: وهو الذي تقدَّم الكلامُ عليه بأدلَّتِه، وهو المكتوب في اللَّوح المحفوظ.

وتقديرٌ خاصٌّ: وهو تفصيلٌ للقدر العامِّ، وهو ثلاثةُ أنواع: تقدير عُمُري، وتقدير حَوْلي، وتقدير يَومي. هذا معنى قول الشيخ: «وهذا التَّقدير التَّابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة» أي: تقديرًا عامًّا، وهو المكتوب في اللوح المحفوظ، يَعُمُّ جميعَ المخلوقات «وتفصيلاً» أي: تقديرًا خاصًّا مُفصِّلاً للتقدير العام وهو:


الشرح