والعمل الصالح. ومَن نظر في سيرةِ القومِ بعلمِ
وبصيرة، وما منَّ اللهُ عليهم به من الفضائل - عَلِمَ يقينًا أنَّهم خيرُ الخلقِ
بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنَّهم الصَّفوة من قرونِ هذه الأمَّة،
الَّتي هي خيرُ الأممِ وأكرمُها على الله.
*****
بيَّن الشيخُ رحمه الله في هذا:
أولاً: موقفُ أهلِ
السُّنةِ والجَماعَة من الصَّحَابَة وأهل البيت، وأنَّه موقفُ الاعتدال والوسط،
بين الإفراط والتَّفريط، والغلوّ والجفاء، يتولَّون جميعَ المؤمنين، لا سيما
السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والَّذين اتبعوهم بإحسان، ويتولَّون أهل
البيت. يعرفون قدرَ الصَّحَابَة وفضلَهم ومناقبَهم، ويَرعَوْن حقوقَ أهلِ البيت
الَّتي شرَّعها اللهُ لهم.
«ويتبرءون من طريقة
الرَّوافض» الذين يسبُّون الصَّحَابَة، ويطعنون فيهم. ويَغلُون في حقِّ عليِّ بن أبي
طالب وأهل البيت. «ومن طريقة النَّواصب» الَّذين يَنصبون العداوةَ لأهلِ
البيت، ويكفِّرونهم، ويطعنون فيهم. وقد سبقَ بيانُ مذهبِ أهلِ السُّنةِ والجَماعَة
في الصَّحَابَة وأهلِ البيت، ولكنَّ الغرَضَ من ذكرِه هنا مقارنته بالمذاهبِ
المنحرفةِ المخالفةِ له.
ثانيًا: بيَّن الشَّيخُ رحمه الله موقفَ أهلِ السُّنةِ والجَماعَة من الاختلافِ الَّذي وقع بين الصَّحَابَة في وقتِ الفتنةِ والحروبِ التي حَصَلت بينهم، وموقفهم مما يُنسب إلى الصَّحَابَة من مساوئ ومَثَالب اتَّخذها أعداءُ الله سببًا للوقيعة فيهم والنَّيْل منهم، كما حصلَ من بعض المتأخرين والكُتَّابِ