×
شرح العقيدة الواسطية

 العصريين، الذين جعلوا أنفسهم حكمًا بين أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؛ فصوَّبوا وخطّئوا بلا دليل، بل باتِّباعِ الهوى وتقليدِ المغرِضين الَّذين يحاولون الدَّسَّ على المسلمين بتشكيكِهم في تاريخِهم المجيد، وسلفِهم الصالح، الذين هم خيرُ القرون؛ لينَفُذوا من ذلك إلى الطَّعن في الإِسْلام، وتفريق كلمة المسلمين.

وما أحسن ما ذكرَه الشَّيخ هنا من تجليةِ الحقِّ وإيضًاح الحقيقة؛ فقد ذكر أنَّ موقفَ أهلِ السُّنةِ ممَّا نُسب إلى الصَّحَابَة وما شَجَرَ بينهم -أي: تَنازعوا فيه- يتلخص في أمرين:

الأمر الأوَّل: أنهم «يُمسكون عمَّا شَجَرَ بين الصَّحَابَة» أي: يَكفُّون عن البحثِ فيه، ولا يخوضون فيه؛ لما في الخوضِ في ذلك من توليدِ الإحن والحقدِ على أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وذلك من أعظمِ الذنوب، فطريقُ السَّلامةِ هو السكوت عن ذلك، وعدم التحدث به.

الأمر الثَّاني: الاعتذارُ عن الآثارِ المرويةِ في مساويهم؛ لأنَّ في ذلك دفاعًا عنهم، وردًّا لكيد أعدائهم، وقد ذَكَرَ أنَّ جملةَ الاعتذارات تتلخصُ فيما يلي:

1- «هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب» قد افتراه أعداؤُهم؛ ليُشوِّهوا سمعتَهم كما تفعلُه الرافضةُ قبَّحهم الله، والكذب لا يُلتَفتُ إليه.

2- هذه المساوئ المروية «منها ما قد زِيد فيه ونُقِص، وَغُيّر عن وجهه الصَّحيح» ودخله الكذب؛ فهو محرَّف لا يُعتمد عليه؛ لأنَّ فضل


الشرح