مثال النَّوع
الأوَّل: قولُ عمر: يا ساريةُ، الجبلَ. وهو بالمدينةِ وسارية في المشرق. وإخبارُ
أبي بكر بأنَّ ببطنِ زوجتِه أنثى. وإخبارُ عمر بمن يخرج من ولدِه فيكون عادلاً.
وقصَّة صاحبِ موسى وعلمُه بحالِ الغلام.
ومثال النَّوع
الثَّاني: قصَّة الذي علِم من الكتاب، وإتيانه بعرشِ بلقيس إلى سليمان عليه السلام،
وقصَّة أهل الكهف، وقصَّة مريم، وقصَّة خالد بن الوليد لمَّا شرب السُّمَّ ولم
يحصل له منه ضرر.
وقوله: «والمأثور عن
سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمَّة من الصَّحَابَة والتَّابعين
وسائر فرق الأمَّة» يُشير بذلك إلى الكرامات التي وقعت وذُكرت في القرآن
الكريم، وغيره من النُّقول الصَّحيحة، فممَّا ذكره اللهُ في القرآن الكريم عن سالف
الأمم ما ذكره اللهُ عن حملِ مريمَ بلا زوج، وما ذكر في سورةِ الكهفِ من قصَّةِ
أصحابِ الكهف، وقصَّة صاحب موسى وقصَّة ذي القرنين.
وكالمأثور - أي: المنقول بالسَّندِ
الصَّحيح عن «صدر هذه الأمَّةِ» أي: أوَّلها من الصَّحَابَة والتَّابعين:
كرؤية عمر لجيش سارية وهو على منبرِ المدينة، وجيش سارية بنهاوند بالمشرق وندائه
له: يا ساريةُ، الجبلَ. فسمعَه ساريةُ، وانتفع بهذا التوجيه، وَسَلِمَ من كيد
العدُو.
وقولُه: «وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة» أي: لا تزالُ الكراماتُ موجودةً في هذه الأمةِ إلى يومِ القيامةِ ما وُجِدت فيهم الولاية بشروطها، واللهُ أعلم.
الصفحة 3 / 220