وغرضُ الشَّيخِ أن
يُبيَّنَ أنَّ أهلَ السُّنةِ والجَماعَة يتَّبعون طريقةَ الخلفاءِ الراشدين على
الخصوص، بعد اتِّباعِهم لطريقةِ السَّابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار على
وجهِ العموم؛ لأنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أوصى باتِّباعِ طريقةِ الخلفاءِ
الرَّاشدين وصيَّة خاصَّة في هذا الحديث، ففيه قرْنُ سُنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدين
بسنَّتِه ؛ فدلَّ على أنَّ ما سنَّه الخلفاءُ الرَّاشدون أو أحدُهم لا يجوزُ
العدولُ عنه.
«والخلفاء الرَّاشدون» هم: الخلفاءُ
الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ. ووُصِفُوا بالرَّاشدين؛ لأنَّهم عرَفوا
الحقَّ واتَّبعوه. فالرَّاشدُ هو من عرَف الحقَّ وعَمِل به. وضدُّه الغاوي: وهو من
عرَف الحقَّ ولم يعمل به.
وقوله: «المهديين» أي: الَّذين هداهم
اللهُ إلى الحقِّ. «تمسَّكوا بها» أي: الزموها «وَعَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ» كناية عن شدَّةِ التَّمسُّكِ بها. والنَّواجذ: آخرُ الأضراس.
و«مُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» هي البدع ««فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ»، والبدعة: لغة: ما ليس له مثال سابق. وشرعًا: ما لم يدلُّ عليه
دليلٌ شرعيٌّ. فكلُّ من أحدثَ شيئًا ونسبَه إلى الدِّينِ ولم يكنْ له دليلٌ هو
بدعة وضلالة، سواء في العقيدةِ أو في الأقوالِ أو الأفعال.
4- ومن صفاتِ أهلِ السُّنة: أنهم يُعظِّمون كتابَ الله، وسنَّةَ رسولِه، ويُجِلُّونهما، ويقدِّمونهما في الاستدلالِ بهما والاقتداءِ بهما على أقوالِ النَّاس وأعمالِهم؛ لأنَّهم: «يعلمون أنَّ أصدق الكلام كلام الله» قال اللهُ تَعالَى: ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا﴾ [النساء: 122]،