×
شرح العقيدة الواسطية

 ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِيثٗا [النساء: 87]، ويعلمون: «أنَّ خيرَ الهَدْي هديُ مُحمَّد» الهدْي: بفتح الهاء وسكون الدال: السَّمت والطَّريقة والسيرة، وقُرئ بضم الهاء وفتح الدال، أي: الدِّلالة والإرشاد.

«ويُؤثرون كلامَ اللهِ على غيره من كلامِ أصنافِ النَّاس» أي: يقدِّمونه، ويأخذون به، ويتركون ما عارَضَه من كلام الخلق أيًّا كانوا: رؤساءَ، أو علماءَ، أو عُبَّادًا. «ويقدِّمون هدي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم » أي: سنَّتِه وسيرتِه وتعليمِه وإرشادِه «على هدي كلِّ أَحَدٍ» من الخلقِ مهما عَظُمت مكانتُه إذا كان هَدْيُهُ يُعارِض هَدْيَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ؛ وذلك عملاً بقوله تَعالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ الآية [النساء: 59].

وقولُه: «ولهذا سُمُّوا أهل الكتاب والسُّنة» أي: لأجلِ تمسُّكِهم بكتابِ الله، وإيثارِهم كلامَه على كلامِ كلِّ أحدٍ سِواه، وتمسُّكِهم بِهَدْي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وتقديمِه على هدْي أيّ أحدٍ لذلك سُمُّوا أهلَ الكتاب والسُّنة، ولأجلِ ذلك لُقِّبوا بهذا اللَّقب الشَّريف، الَّذي يُفيد اختصاصَهم بهما دون غيرهم، ممّن حادَ عن الكتابِ والسُّنة، مِن فِرق أهلِ الضَّلال: كالمعتزلةِ والخَوارِج، والرَّوافض، ومَن وافقَهم في أقوالهم أو في بعضها.

وقوله: «وسُمُّوا أهل الجَماعَة» أي: كما سُمُّوا أهلَ الكتابِ والسُّنة سُمُّوا «أهل الجَماعَة» والجَماعَة: ضدُّ الفُرقة؛ لأنَّ التَّمسُّك بالكتاب والسُّنة يُفيد الاجتماع والائتلاف قال تَعالَى: ﴿ وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ


الشرح