×
شرح العقيدة الواسطية

 [آل عمران: 103]، فالجَماعَة هنا هم المجتمعون على الحقِّ.

5- فمن صفاتِ أهلِ السُّنةِ: الاجتماعُ على الأخذِ بالكتابِ والسُّنة، والاتِّفاقُ على الحقِّ، والتَّعاونُ على البرِّ والتَّقوى. وقد أثمرَ هذا وجود الإجماع، «والإجماع هو الأصل الثَّالث الَّذي يُعتمد عليه في العلم والدِّين» وقد عَرَّف الأصوليون الإجماعَ بأنه: اتِّفاقُ علماءِ العصرِ على أمر دينيّ، وهو حجَّةٌ قاطعةٌ يجب العملُ به.

وقوله: «وهو الأصلُ الثَّالث» أي: بعد الأصلَيْنِ الأوَّلَيْنِ، وهما: الكتاب والسُّنة.

6- من صفاتِ أهلِ السُّنة: أنهم «يَزِنُون بهذه الأصول الثَّلاثة» الكتاب والسُّنة والإجماع «جميع ما عليه النَّاس: من أقوال وأعمال، باطنة أو ظاهرة، مما له تَعلّقٌ بالدِّين»؛ فهم يجعلون هذه الأصولَ الثَّلاثة مِيزانًا لبيان الحقِّ من الباطل، والهُدى من الضَّلالِ فيما يَصدرُ من النَّاس: من تصرُّفاتٍ قوليَّة، أو فعليَّة، اعتقاديَّة، أو عمليَّة. «ممَّا له تعلُّق بالدِّين» من أعمالِ النَّاس: كالصَّلاة، والصَّيام، والحجِّ، والزَّكاة، والمعاملات، وغيرها. أمَّا ما ليس له تعلُّق بالدِّين من الأمورِ العاديةِ والأمورِ الدُّنيوية فالأصلُ فيه الإباحة.

ثمَّ بيَّن الشَّيخُ رحمه الله حقيقةَ الإجماعِ الذي جُعِلَ أصلاً في الاستدلال فقال: «والإجماع الَّذي ينضبط» أي: يُجزَمُ بحصولِه ووقوعِه: «هو ما كان عليه السَّلف الصَّالح» لمَّا كانوا قليلين مجتمعين في الحجازِ يمكن ضبطُهم، ومعرفةُ رأيهم في القضية «وبعدهم كثُر الاختلاف


الشرح