×
شرح العقيدة الواسطية

ويدْعُون إلى مكارمِ الأخلاق، ومحاسنِ الأعمال. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» ([1]) ويندبون إلى أن تصل مَن قطعك، وتُعطيَ من حرمك، وتعفوَ عمّن ظلمك. ويأمرون ببرِّ الوالدين، وصلةِ الأرحام، وحُسنِ الجِوار، والإحسانِ إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل، والرِّفق بالمملوك. وينهَوْن عن الفخر، والخُيلاء، والبَغي، والاستطالة على الخلقِ بحقٍّ أو بغيرِ حقٍّ. ويأمرون بمعالي الأخلاق، وينهون عن سَفْسافِها. وكلُّ ما يقولونه ويفعلونه -من هذا وغيره- فإنَّما هم فيه متَّبعون للكتاب والسُّنة.

*****

 يهتمُّ أهلُ السُّنةِ بالأخلاقِ فيتحلَّوْن بالأخلاقِ الفاضلة، ويُرغِّبون فيها غيرَهم، فهم «يَدْعُون إلى مكارم الأخلاق» أي: أحسنها. و«الأخلاق»: جمع خُلُق، بضم الخاء واللام، وهو الصورةُ الباطنة، والخَلْق: بفتح الخاء وسكون اللاَّم هو الصُّورةُ الظَّاهرة، وهو الدِّينُ والسَّجيَّةُ والطَّبع، ويدعون إلى «محاسنِ الأعمال» كالكرمِ والشَّجاعةِ والصَّدقِ والأمانة «ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم » أي: يؤمنون به ويعملون بمقتضاه «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا». وقوله: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» أي: ألينهم وألطفهم وأجملهم.

ففي الحديثِ الحثُّ على التَّخلقِ بأحسنِ الأخلاق، وفيه أنَّ الأعمالَ تدخلُ في مسمَّى الإِيمَان، وأنَّ الإِيمَان يتفاضل. وأهلُ السُّنة يَدْعُون إلى التَّعاملِ مع النَّاس بالَّتي هي أحسن، وإلى إيتاءِ ذوي الحقوقِ حقوقهم،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4682)، والترمذي رقم (1162)، وأحمد رقم (7402)، والحاكم رقم (1).