ويُحذِّرون من أضدادِ
تلك الأخلاق، من الكبرِ والتعدِّي على النَّاس، فهم «يندبون» أي: يدعون «إلى
أن تصل من قطعك» أي: تُحسن إلى من أساءَ إليك «وتعطي من حرمك» أي:
تبذلُ العطاءَ وهو التَّبرعُ والهديةُ ونحوها لمن منع ذلك عنك؛ لأنَّ ذلك من
الإحسان «وتعفو عمن ظلمك» أي: تسامحُ من تعدَّى عليك في مالٍ أو عرض، لأنَّ
ذلك ممَّا يَجلبُ المودَّة ويكسبُ الأجرَ والثوابَ.
«ويأمرون» أي: أهلُ السُّنةِ بما أمر اللهُ به من إعطاءِ ذوي الحقوق حقوقهم «ببرِّ الوالدين» أي: طاعتهما في غيرِ معصيةٍ والإحسان إليهما بالقولِ والفِعل. «وصلة الأرحام» أي: الإحسان إلى الأقربين، والأرحام: جمع رَحِم وهو من تجمعُك به قرابة «وحسن الجوار» أي: الإحسان إلى من يسكنُ بجوارِك ببذلِ المعروفِ وكفِّ الأذى «والإحسان إلى اليتامى»: جمع يتيم، وهو لغةً: المنفرد، وشرعًا: من مات أبوه قبل بلوغِه، والإحسان إليهما هو برعايةِ أحوالِهم وأموالِهم والشَّفقةِ عليهم «والمساكين» أي: والإحسان إلى المساكين: جمع مسكين، وهو المحتاجُ الَّذي أسكنته الحاجةُ والفقر، والإحسان إليهم يكون بالتَّصدقِ عليهم والرِّفقِ بهم «وابن السَّبيل» أي: والإحسان إلى ابنِ السَّبيل، وهو المسافرُ المنقطعُ به الذي نفدتْ نفقتُه، أو ضاعتْ، أو سُرِقت، وقيل: هو الضَّيف. «والرِّفق بالمملوك» أي: ويأمرون بالرِّفقِ بالمملوك، وهو الرَّقيق، ويدخل فيه من البهائم، والرَّفقُ ضدُّ العنف، وهو لِيْنُ الجانب.