«وينهون عن
الفخر» وهو المباهاةُ بالمكارمِ والمناقبِ من حسَب ونسَب «والخُيلاء» بضم الخاء:
الكبر والعُجْب «والبَغْي» وهو العدوان على النَّاس «والاستطالة على
الخلق» أي: التَّرفع عليهم واحتقارِهم والوقيعة فيهم «بحقٍّ وبغير حقٍّ»؛
لأنَّ المستطيلَ إن استطال بحقٍّ فقد افتخرَ وإن استطالَ بغيرِ حقٍّ فقد بَغَى،
ولا يحلُّ لا هذا ولا هذا «ويأمرون بمعالي الأخلاق» أي: يأمرُ أهلَ
السُّنةِ بالأخلاق العالية، وهي الأخلاقُ الحسنة «وينهون عن سفسافها» أي:
رديئها وحقيرها، السفساف: الأمر الحقير والرديء من كلِّ شيء، وهو ضِدُّ المعالي
والمكارم، وأصله ما يطيرُ من غبارِ الدَّقيق إذا نُخِلَ، والتراب إذا أُثِيرَ.
«وكل ما يقولونه
ويفعلونه من هذا وغيره فإنَّما هم فيه متَّبعون للكتاب والسُّنة» أي: كل ما يقوله
ويفعله أهل السُّنة، ويأمرون به وينهون عنه، مما تقدَّم ذكرُه في هذه الرِّسالة،
وما لم يُذكر - فقد استفادوه من كتاب ربِّهم وسنَّة نبيِّهم، لم يبتدعوه من عند
أنفسهم، ولم يُقلّدوا فيه غيرَهم. فقد قال الله تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي
ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ
ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ
أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا﴾ [النساء: 36].
والأحاديث في هذا كثيرة منها ما ذكره الشَّيخ.