×
شرح العقيدة الواسطية

وطريقتُهم هي دينُ الإِسْلام الَّذي بعثَ اللهُ به مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم. لكن لما أُخبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أنَّ أمَّته ستفترق على ثلاثٍ وسبعين فرقةً كلُّها في النَّارِ إلاَّ واحدة وهي الجَماعَة، وفي حديث عنه أنه قال: «هُمْ مَنْ كَان عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([1]) - صار المتمسكون بالإِسْلام المحض الخالص عن الشَّوب هم أهل السُّنة والجَماعَة، وفيهم الصِّدِّيقون والشُّهداء والصَّالحون، ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدُّجى، أولو المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة.

وفيهم الأبدال، وفيهم أئمةُ الدِّينِ الذين أَجْمعَ المسلمون على هدايتِهم ودرايتهم. وهم الطَّائفَة المنصورةُ الذين قال فيهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» ([2]).

فنسأل اللهَ أن يجعلَنا منهم، وأن لا يزيغَ قلوبَنا بعد إِذْ هدانا، وأن يَهَبَ لنا من لدنه رحمة؛ إنه هو الوهَّابُ. وصلَّى اللهُ على مُحمَّد و آلِه وصحبِه وسلم تسليمًا كثيرًا.

*****

 يواصلُ الشَّيخُ رحمه الله بيانَ مزايا أهلِ السُّنةِ والجَماعَة؛ فبيَّن مَزِيَّتَهم العظمى، وهي: أنَّ «طريقتَهم دينُ الإِسْلام» أي: هو مذهبُهم وطريقُهم إلى الله، وأنَّهم عند الافتراقِ الَّذي أخبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم عن حدوثِه في هذه الأُمَّة ثبتوا على الإِسْلام، وصاروا هم الفرقةُ النَّاجيَة من بين


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم رقم (444)، والطبراني في « الصغير » رقم (724)، والمروزي في « السنة » رقم (59).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1920).