سبيل الله، حتَّى يُعْبَدَ
الله وحده، وتُتْرَكَ عبادةُ ما سواه.
وأما توحيد الربوبية ومنه توحيد الأسماء والصِّفات فلم ينكره أحد من الخلق،
وذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في آيات كثيرة، ذكر أن الكفَّار مُقِرُّون بأن الله
هو الخالق الرازق، المحيي المميت، والمدبِّر، فهم لا يخالفون فيه.
وهذا النَّوع إذا اقتصر عليه الإِنسَان لا يدخله ذلك في الإسلام؛ لأن
النَّبي صلى الله عليه وسلم قاتل النَّاس وهم يقرون بتوحيد الربوبية، واستحل
دماءهم وأموالهم.
ولو كان توحيد الربوبية كافيًا لَمَا قاتلهم الرسول، بل ما كان هناك حاجة
إلى بعثة الرسل؛ فدل على أن المقصود والمطلوب هو توحيد الألوهية، أما توحيد
الربوبية فإنه دليل عليه وآية له؛ ولذلك إذا أمر الله بعبادته ذكر خلقه للسموات
والأرض، وقيامه سبحانه بشئون خلقه، برهانًا على توحيد الألوهية، وإلزامًا للكفار
والمشركين، الذين يعترفون بالربوبية وينكرون الألوهية.
ولما قال لهم النَّبي صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» قالوا: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا
وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ﴾ ([1]) [سورة ص: 5].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ﴾ [الزمر: 45].
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3232)، وأحمد رقم (2008)، وابن حبان رقم (6686).
الصفحة 2 / 224