×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

لا يَفنَى ولا يَبِيدُ.

 ولا يكون إلا ما يريد.

****

لكن كلمة «قديم» لا تُطلَق على الله عز وجل إلا من باب الخَبَر، أما من جهة التسمية فليس من أسمائه: القديم، وإنما من أسمائه: الأول. والأول ليس مثل القديم؛ لأن القديم قد يكون قبله شيء، أما الأول فليس قبله شيء؛ قال: «أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ».

لكن المؤلف رحمه الله احتاط فقال: «قديم بلا ابتداء»، أما لو قال: «قديم» وسكت، فهذا ليس بصحيح في المعنى.

الفناء والبَيْد بمعنًى واحد؛ فالله سبحانه وتعالى موصوف بالحياة الباقية الدائمة، قال تعالى: ﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ [الفرقان: 58].

فالله لا يأتي عليه الفناء، قال سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ [القصص: 88].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧ [الرحمن: 26، 27].

فله البقاء سبحانه وتعالى، والخلق يموتون ثم يُبعَثون، وكانوا في الأول عدمًا ثم خلقهم الله، ثم يموتون ثم يبعثهم الله عز وجل.

فالله سبحانه وتعالى ليس له بداية وليس له نهاية.

هذا فيه إثبات القدر وإثبات الإرادة، فلا يكون في ملكه ولا يحصل في خلقه من الحوادث والكائنات إلا ما أراده سبحانه وتعالى بالإرادة الكونية: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ [يس: 82]؛ فكل خير وكل شرٍّ فهو بإرادة الله الكونية، فلا يخرج عن إرادته شيء،


الشرح