ونقول:
الله أعلم، فيما اشتَبَه علينا عِلمُهُ.
****
يحب ومن يبغض، بل يجعل المحبة
والبغضاء ميزانًا يفرق بين أولياء الله وأولياء الشَّيطان، ولا يجعله ميزانًا
دنيويًّا وهوى، فمن وافقه على دنياه وهواه وأعطاه شيئًا من الدُّنيا أحبه، ولو كان
من أكفر النَّاس وأفسقهم، وإن لم يعطه شيئًا أبغضه، ولو كان من أصلح الصالحين،
فهذا لا يجوز.
هذه مسألة عظيمة، وهي مسألة العلم فالإِنسَان لا يقول ما لا يعلم، إن علم
شيئًا قال به، وإن جهل شيئًا فلا يقول به، ولا يقول في أمور الدين والعبادات ولا
يدخل فيها بغير علم، بل يتوقف، ويقول: الله أعلم.
والإمام مالك إمام دار الهجرة، جاءه رجل فسأله عن أربعين مسألة، فأجاب عن
أربع منها، وقال في الباقي: لا أدري، فقال الرجل: أنا جئتك من كذا وكذا على راحلتي
وتقول: لا أدري؟ قال له الإمام: «اركب راحلتك، وارجع إلى البلد الذي جئت منه، وقل:
سألت مالكًا فقال: لا أدري!».
والنَّبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن شيء لم ينزل عليه فيه وحي فإنه
ينتظر حتَّى ينزل عليه وحي، كذلك الصَّحابة إذا سألهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن شيء لا يعلمونه قالوا: «الله ورسوله أعلم»، لا يتخرصون.
فهذا الباب عظيم وخطير، والله عز وجل جعل القول عليه بغير علم مرتبة فوق الشِّرك به سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].