×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وكلُّ أَمرٍ عليه يسيرٌ.

لا يحتاج إلى شيء.

﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11]

****

ولهذا لما قال بعض علماء القبورية لعامي من أهل التَّوحيد: أنتم تقولون: إن الأولياء لا ينفعون ولا يضرون، قال: نقول: إنهم لا ينفعون ولا يضرون، قال: أليس الله تعالى يقول: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ [آل عمران: 169]. قال: وهل الله قال: يُرزقون، أو يَرزقون؟ قال: بل قال: ﴿يُرۡزَقُونَ [آل عمران: 169] بضم الياء، قال: إذن أنا أسأل الذي يرزقهم ولا أسألهم! فانخصم ذلك العالم بحجة العامي الذي هو على الفطرة.

﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ [يس: 82].

فهو يحيي ويميت، ويخلق ويرزق، ويعطي ويمنع، ويحيي الموتى بعد فنائهم، وذلك يسير عليه سبحانه وتعالى، لا يكلفه شيئًا ولا يشق عليه، خلاف المخلوق؛ فإنه يتكلف بفعل الأشياء، أو يَعجِز عنها، أما الله فليس شيءٌ عليه صعبًا؛ ﴿مَّا خَلۡقُكُمۡ وَلَا بَعۡثُكُمۡ إِلَّا كَنَفۡسٖ وَٰحِدَةٍۚ [لقمان: 28].

الله سبحانه غني عن كل شيء، فالله ليس بحاجة إلى الخلق؛ لأنه هو الغني، فهو الذي يعطي الخلق سبحانه.

هذا نفي للتشبيه عن الله سبحانه، والكاف لتأكيد النفي، مثل: ﴿وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمٗا [النساء: 70] الأصل: وكفى الله عليمًا، ولكن جاءت الباء للتأكيد.


الشرح