وقد أعجَزَ عن الإحَاطَةِ
خَلْقَهُ.
ونقول:
إن الله اتَّخَذَ إبراهِيمَ خليلاً، وكلَّم الله موسى تكليمًا، إيمانًا وتصديقًا
وتسليمًا.
****
فالله سبحانه وتعالى يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا،
قال الله عز وجل: ﴿وَلَا
يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَۖ﴾ [البقرة: 255]؛
فالله محيط بكل شيء علمًا ﴿لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ
عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ
عِلۡمَۢا﴾ [الطلاق: 12].
من عقيدة المُسْلمين أن الرسل أفضل الخلق، وأن الرسل يتفاضلون؛ فهم يعتقدون
أن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، كما قال الله تعالى: ﴿وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ
إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا﴾ [النساء: 125]، والخُلَّة
هي أعلى درجات المحبة، فالله جل وعلا يحب عباده المؤمنين والمتقين والمحسنين، ويحب
التوابين ويحب المتطهرين، ولكن الخلة لم يحصل عليها إلا اثنان من العالم: إبراهيم
ومحمد عليهما الصَّلاة والسلام، وقد قال: «إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً
كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً» ([1]).
﴿وَكَلَّمَ
ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا﴾ [النِّسَاء: 164] ففضَّل
بعض النَّبيين على بعض، وإن كانوا كلهم بالمرتبة العليا، لكن الله جل وعلا فضَّل
بعضهم على بعض: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ
فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ
بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [البقرة: 253].
فكل نبي يعطيه الله عز وجل تفضيلاً خاصًّا به، فضل إبراهيم ومحمدًا عليهما الصَّلاة والسلام بالخلة، وفضل موسى بأنه كلمه تكليمًا بدون